توقع مقال في «بروجيكت سينديكيت»، أبرز منصة مقالات رأي في العالم، انتقال الدول من مرحلة «الحظر الداخلي» في كل دولة، إلى رفع الحظر وبقاء الدول جزراً معزولة عن بعضها بعضاً، ضمن واقع جديد لم يشهده العالم الحديث، تنكمش فيه عوالم السياحة والطيران والانتقال.
وقال المقال الذي اشترك فيه الكاتبان: سيمون جونسون وبيتر بونز، إن «أيام السفر الدولي القصير أو الرحلات الطويلة التي يزور فيها السائح دولاً عدة، ولت إلى غير رجعة، وسيظل الأمر على هذه الحال ما لم تصل البشرية إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد».
وتابع المقال إن «كورونا المستجد بدا في أول الأمر كهم مشترك عالمي، لكن الآن كل دولة تضع استراتيجية خروجها بنفسها، وأصبحت الدول وهي تتجه لرفع الحظر الداخلي، تستعد أيضاً للعزلة والتجزر عبر القيود المتوقعة للسفر الدولي».
وأضاف: «السياحة والتجارة والسفر لن تعود كما في السابق، ونموذج الحياة بهذا الصدد غير واضح، لكن الأرجح أن إغلاق كل دولة الباب على نفسها سيبطئ الاقتصاد العالمي، وسيخلق أزمات على الأقل للاقتصادات الصغيرة».
وقسم المقال أوضاع استراتيجيات مقاومة كورونا إلى ثلاثة: «الاستئصال، والحصانة القطيعية، وكبح الفيروس».
واستطرد الكاتبان: «رغم أن الاستئصال صعب التحقيق، فإن هناك دولاً مثل نيوزيلندا تقول إنها أنجزته، ودولاً مثل أستراليا تقول إنها اقتربت منه، كما أن ولايات كندا الشمالية قد تنجح في ذلك».
وتابع الكاتبان: «أما بالنسبة للحصانة القطيعية، فهناك دول ستتعايش معه في إطار قبول بقاء الفيروس، مع حصار انتشاره، مثل: السويد، واليابان، والبرازيل، التي تطلق على الاستراتيجية ذاتها اسم (العزل الأفقي)، وكذلك في الهند، وبعض دول إفريقيا وآسيا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية».
الصحي بطريقة أسرع، بينما تعثرت هذه الخطوات ذاتها في الولايات المتحدة والدول الغربية المتقدمة، بسبب التفاوت في القدرة على الحصول على الرعاية الصحية من قبل المواطنين، وعدم الثقة بالحكومات، وتفاوت الدخل، ورفض بعض السكان في هذه الدول الإبلاغ عن إصابتهم بالفيروس، خوفاً من فقد وظائفهم، أو دفع كلفة العلاج العالية».
وضرب المقال مثالاً افتراضياً لتأثير كورونا في صناعة السياحة بالمستقبل، بالقول: إننا «إذا تصورنا في المستقبل القريب وصول وفد سياحي إلى جزيرة نيوكوكولاند، فعلينا أيضاً أن نتوقع أن يكون في انتظاره وكلاؤه السياحيون، وهم يرتدون (البذلات الخطرة)، بذلات الوقاية الصحية، ولتكون أولى خطواتهم هي اصطحابه - أي اصطحاب الوفد - إلى (الحجر الصحي)، ليقضي 15 يوماً، كما أن عليه الانتظار بعد ذلك لمعرفة نتيجة الكشف، وبعدها لن يسمح له بالدخول، إلا إذا كانت نتيجته سالبة».
وأشار إلى أن دول «الحصانة القطيعية»، مثل السويد، ستكون سعيدة بدعوة الجميع إليها، لكن سفر رعاياها إلى دول «الاستئصال»، ودول «الكبح» لن يكون مرحباً به.
Comments